نظَّمت “الحركة الثقافية” – أنطلياس ندوة عن كتاب “لمن يهمه الأمر – رحلتي مع الأيام”، للواء الركن محمود طي أبو ضرغم، في إطار المهرجان اللبناني للكتاب، شاركت فيها السيدة مي الخليل، مدير المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية الأستاذ رفيق شلالا، الأستاذ نبيل أبي نادر الأستاذ سيلفيو شيحا والأستاذ نبيل طي أبو ضرغم، وأدارها الأستاذ حنا أبي حبيب، وذلك في الحركة الثقافية – انطلياس يوم الثلاثاء 13 آذار 2018.
تحدَّث الأستاذ أبي حبيب في كلمته عن معرفته بأبي ضرغم التي تعود إلى 1982، وفنَّد الكتاب من المقدمة الموجَّهة إلى زوجته إلى مضمونه المتأرجح بين المذكرات والسيرة الذاتية، بدءًا من أصول عائلته إلى ولادته وتدرُّجه في التعليم ودخوله المدرسة الحربية وزواجه حتى تقاعده، إضافة إلى المناصب التي شغلها.
ونوَّه بعدد الصور التي تضمَّنها الكتاب وهي تؤرخ لسيرة الرجل والأشخاص الذين عمل معهم أو عملوا معه، “لكنه يكاد لا ينسى أحدًا منهم في ما سطَّر من مذكرات، ولقد تكلّم عليهم بكياسة الدبلوماسي وحكمة اهل الحكمة. وهو في كل ما كتب يثبت انه عشق لبنان دائماً على الرغم من مساحات اليأس والخيبة كما يقول”.
وأشار إلى عدم إتيان الكتاب على ذكر حرب الجبل السيئة الذكر بشيء، “ترى ألم يكتب اللواء فيها وعنها بعضًا من مذكراته أم أنه آثر ألا يلّوث قلمه بتلك الأحداث السوداء فضرب صفحاً عنها؟؟. وكذلك قلّ في موضوع تعيينه وزيرًا في الحكومة العسكرية السداسية التي شكَّلها الرئيس أمين الجميل قبيل نهاية عهده في أيلول 1988 برئاسة العماد قائد الجيش سابقًا فخامة الرئيس ميشال عون حاليًا والتي لم يلتحق بها، وهذا الكتاب لم يأتِ على ذكرها لا من قريب ولا من بعيد، والجواب عند أهل الكتاب.”
ألقت مي الخليل كلمة تحدثت فيها عن أبي ضرغم، “الإنسان والزوج والأب والقائد المقدام”، واختارت بعض العناوين في الكتاب يتحدَّث فيها المؤلف عن تاريخ العائلة ونشأته الدراسية وتفوُّقه العلمي وصولاً إلى المدرسة الحربية، وعن ثروة لبنان من الثلج، وتكليفه إنشاء فوج المغاوير العام 1966 حتى إحالته على التقاعد العام 1987. وختمت بإشارة إلى هواية الرسم التي كان يمارسها.
نوَّه الأستاذ رفيق شلالا بمزايا الكاتب، من خلال استذكار بعض ما عرفه عن هذه الشخصية العسكرية والوطنية والانسانية المميزة. كما أشاد بمناقبيته العسكرية التي “تعكس شخصية الانسان المستقيم، الصادق، والمندفع في تمسكه بالقيم والمبادىء وبخاصة في كل ما يتعلق بسلوكيات العسكري وانضباطه ووفائه لوطنه وشعبه ولرسالة العيش المشترك التي بنيت على أساسها دولة لبنان الكبير. فعندما دُعي إلى المشاركة في حكومة انقاذية، في ظرف وطني معقد وحساس، أدرك أنه مدعو إلى تأدية الواجب والقيام بمهمة وطنية صعبة. لكنه آثر عدم القيام بها ولو عن غير قناعة، حفاظًا على الوحدة الوطنية، ونتيجة أسباب صارحني بها في إحدى المرات، وائتمنني على سرها، الذي سيبقى بناء على رغبته سرًا، لأنه لم يشأ حتى أن يشير إليه في كتاب مذكراته. وقد لمست تفهمًا للأسباب التي لم يشأ البوح بها، من خلال التقدير الذي يكنُّه فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للواء أبو ضرغم، وثنائه على شخصيته العسكرية، ومناقبيته، ووطنيته.” وشدَّد على الجانب الإنساني للمكرَّم وعلاقته بعائلته.
ألقى الأستاذ إميل أبي نادر بدوره كلمة نوه فيها بمزايا أبي ضرغم ومبادىء الشرف والتضحية والوفاء التي امتاز بها. وتحدَّث عن علاقته به منذ المرحلة الابتدائية في المدرسة إلى أن ابتعدا مع مرور الأيام بسبب الحرب ليعودا ويلتقيا في المناسبات الاجتماعية والرسمية والوطنية، لواء ركن في الجيش والمدير العام في الإدارة. وتحدَّث عن تسلُّمه نيابة رئاسة “المجلس الوطني لقدامى موظفي الدولة”، إضافة إلى تأسيسه فرقة المغاوير في أثناء خدمته العسكرية وفرقة للتزلج على الثلج، منوِّها بإنجازاته الوطنية الكثيرة.
الأستاذ نبيل أبو ضرغم
أما الأستاذ نبيل أبو ضرغم، ابن المكرَّم، فقد اقتصرت كلمته على شكر كل من عمل وشارك في تكريم اللواء الركن محمود طي أبو ضرغم.