قام وفدٌ من رابطة قدماء القوى المسلَّحة البنانية برئاسة اللواء عثمان عثمان يرافقه المهندس عصام بكداش رئيس المجلس الوطني لقدامى موظفي القطاع العام والسفير خليل مكاوي رئيس منتدى السفراء وعدد من المتقاعدين العسكريين والمدنيين بزيارة النائب إبراهيم كنعان في مكتبه في الجديدة لمنحه وسام الشرف وشكره على كل ما قام به لمصلحة جميع المتقاعدين.
النائب كنعان: أقل شيء يمكنني فعله لكم هو أن أدافع عن حقوقكم
رحَّب النائب كنعان بالجميع وألقى كلمة أهم ما جاء فيها: “أنا أتشرَّف أن أكون جالسًا معكم. وأنتم بالنسبة إليَّ مثل كبير. ونحن ربينا على محبتكم وعلى محبة المؤسسة التي أنتم تمثِّلونها. وأنا شخصيًا أقل شيء يمكنني فعله لكم هو أن أدافع عن حقوقكم.
وأضاف: “لقد تابعتم وتتابعون كم كانت الحرب كبيرة عليكم. فكلما أراد أحدهم أن يضع تركيبة يخفِّض بموجبها من هنا وهناك من واجبات الدولة والتزاماتها كان يتجِّه إلى جيب المتقاعدين. وهذا ما كان يستفزُّني. فعلى الرغم من كل أبواب الهدر وكل الأبواب التي اكتشفتها في الموازنة وتكلًّمت عليها وأصدرت فيها توصيات حتى وصل عددها إلى 37 توصية، لم يجدوا سوى حقوق الناس، وبخاصة حقوق المتقاعدين، ليمدُّوا يدهم إليها. ولم تكن هذه المواقف طبيعية بالنسبة إليَّ، وأكثر من ذلك، حتى حقوق الجيش وقوى الأمن كانت تتعرَّض، وخلال وجودي في لجنة المال والموازنة، للتخفيضات وإعادة التوزيع في بعض الأحيان. وفي المرَّة الأخيرة وجدنا أن الجيش بحاجة إلى عشرة مليارات ليرة لبنانية، وفي الوقت عينه كان يجب إعادة توزيع المنح المدرسية والطبابة وغيرها لخفضها بنسبة 20%. أعدنا النظر بالتوزيع وفق ما طلبته قيادة الجيش وأضفنا العشرة مليارات، مع العلم أن لجنة المال لا يحق لها فعل هذا الأمر، بعدما وجدت الطريقة التي سمحت لي بنقل الأموال من محل إلى آخر وأخذت من الإحتياطي. فور ذلك إتصل بي قائد الجيش وقال لي: هذا ما يسمُّونه باللغة العسكرية إصابة مباشرة. فأجبته أنني أكثر فخرًا بهذه الإصابة مع أنني أصبت كثيرًا في حياتي”.
وأضاف: “تبقى كلمة حق تقال إن اللواء عثمان، أطال الله عمره، هو الوحيد الذي نافسني، من خلال اتصالاته اليومية المتكرِّرة بي، في الحفاظ على حقوق المتقاعدين إن لم أقل سبقني إلى كشف بعض الحقوق وطرق تحصيلها”.
اللواء عثمان عثمان: أنشئوا للمتقاعدين صندوق التقاعد
ثم تكلَّم رئيس رابطة قدماء القوى المسلَّحة اللبنانية اللواء عثمان عثمان الذي شكر للنائب كنعان كل ما قدَّمه للمتقاعدين. وقال: “نحن عندما بدأنا العمل كرابطة العام 1992 كانت الحالة بالويل، لذا عملنا حتى اليوم على تحسين وضع المتقاعدين المادي حتى نستطيع العيش. فالموظف يجب أن يكون آدميًا أي أن معاشه في الخدمة لا يكفيه ما يعني أن عليه الإتكال في ما بعد على تقاعده. ونحن من الآن وصاعدًا لن نعمل على زيادة على المعاش التقاعدي بل على الإستقلال عن موازنة الدولة من خلال إنشاء صندوق التقاعد. فالمحسومات التقاعدية في حال أنشئ هذا الصندوق، ولم تعد من الإيرادات التي تدخل إلى خزينة الدولة، تعطينا معاشًا تقاعديًا أكثر بمرة ونصف مما تعطينا الدولة، بالإضافة إلى أن كمية محترمة من المال تبقى في الصندوق ليستطيع المتقاعد الإقتراض منه أو لاستعمالها في أمور أخرى. ففي السعودية مثلاً أعظم صندوق هو صندوق التقاعد حيث أن الدولة تستدين منه. نحن نريد استقلاليتنا عن موازنة الدولة. أنشئوا لنا هذا الصندوق وشكلوا مجلس إدارة “آدميًا” يشرف عليه وكونوا على ثقة أننا سنساعد الدولة. هنا تدخَّل النائب كنعان ووعد في حال انتخابه نائبًا مجدَّدًا بأن يكون هذا المشروع من أولوياته.
اما المادة 18 من القانون 46/2017 فهل هناك صراحة أكثر من ذلك؟ الجميع يأخذون 85% من أساس راتبهم التقاعدي. وهنا أيضًا تدخَّل النائب كنعان ليعلن أنهم حاولوا تعديلها بالمادة 43 من مشروع قانون الموازنة فقلت لهم لا يخرج المشروع من عندي وفيه هذه المادة. وهكذا كان.
وتابع اللواء عثمان قائلاً: قالوا أن العدالة والمساواة يجب أن تُطبَّقا فقلت لهم: أهناك عدالة أكثر من هذه أن يأخذ المتقاعد 85% من أساس راتبه. وكذلك قاطعه النائب كنعان ليقول: “مشينا فيه حتى أنني حطَّيتها بالمحضر”. وأضاف اللواء عثمان: هل يجوز ما يجري اليوم، وإلى الآن، أنهم يقولون أنهم يريدون تأخير الدفعة الثانية لإعادة حساب الزيادة، أو أنهم يريدون أن يعطوننا 85% من المماثلين لنا في الخدمة. ضربنا لهم هذا المثل: أحمد أعطى أخاه ميشال 25% من الرغيف وفي اليوم الثاني أعطاه 25% من الرغيف نفسه، أما في اليوم الثالث فأعطاه 35% من التفاحة التي أعطاه منها السنة الماضية. بربكم ما العلاقة ما بين الرغيف والتفاحة؟ ما علاقة المال الذي أعطيتمونا إياه من ثلاث سنوات بالذي ستعطوننا إياه السنة (2019)؟ قالوا أنه يلزم سنتين وأكثر ليعطوننا الدفعة الثانية مع أن المطلوب واضح وهو 25% من أساس الراتب، ولم يحتاجوا إلى أكثر من أسبوع بعد صدور القانون ليعطوننا الدفعة الأولى. هل هناك أسهل من هكذا حساب؟
وهنا اسمحوا لي أن أقولها بصراحة وأمام الجميع لولا النائب إبراهيم كنعان في اللجان ولولا عمله لا أعلم كيف كانت حالنا مع هؤلاء الذين يفسِّرون الخبز بالتفاح. وختم بالطلب بأن تُدفع الدفعة الأخيرة أي 35% من أساس الراتب التقاعدي في مطلع العام 2019 وليس في أيلول”.
ثم تلا اللواء عثمان براءة وسام الشرف للإتحاد العربي للمحاربين القدماء وجاء فيها: “إن الجمعية العمومية للإتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب قرَّرت منح الوسام الشرفي للإتحاد لسعادة النائب إبراهيم كنعان من الجمهورية اللبنانية تقديرًا لجهوده وأعماله الجليلة من أجل المحاربين القدماء في وطنه وأمته العربية”. ثم قلَّده الوسام وقدَّم إليه اللواء الركن المتقاعد ميشال منسى نائب رئيس الرابطة درع الرابطة تقديرًا لجهوده وأعماله في سبيل المتقاعدين.
وقال اللواء عثمان بعد اللقاء: “حضرنا اليوم لنشكر حبيب المتقاعدين وموظفي الدولة النائب ابراهيم كنعان باسم رابطة قدماء القوى المسلحة والمجلس الوطني لقدامى موظفي القطاع العام ومنتدى السفراء، وكرابطة نحن جزء من الاتحاد العربي للمحاربين القدامى الذي كلّفني بأن أمنحه وسام الشرف من قبل الاتحاد”.
أما النائب إبراهيم كنعان فقال” يشرفني أن أكون بين هذه النخبة من لبنان، التي تكبرني بالموقع والمكانة والتضحية، وأنا سعيد وفخور بأنني أديت واجبي تجاه من ضحوا من أجل الوطن”.
وأضاف “المتقاعد ليس عدو المجتمع، وهو الذي خدم الدولة، وما قمت به هو أقل الواجب، برعاية دائمة من المتقاعد الأول للمؤسسة العسكرية فخامة الرئيس العماد ميشال عون، وهو رئيس كل اللبنانيين ويقف إلى جانب حقوق جميع اللبنانيين”.
وختم بالقول: “أشكركم على هذا الوسام الذي هو شرف لي، وأعاهدكم على الاستمرار بحمل الأمانة. نحن من يؤدون التحية للبنان ولا نخفض رأسنا لأحد”.
النائب كنعان: اللواء عثمان هو الوحيد الذي نافسني في الحفاظ على حقوق المتقاعدين
اللواء عثمان: سنعمل للإستقلال عن موازنة الدولة من خلال إنشاء صندوق التقاعد