شاركت رابطة قدماء القوى المسلَّحة اللبنانية ممثلة باللواء المتقاعد أنطوان بركات والعميد المتقاعد أنطوان نجيم في الإحتفال الـ34 تخليدا لذكرى العسكريين الفرنسيين الـ58 الذين قضوا في 23 تشرين الأول 1983 في الاعتداء الذي استهدف مقر دراكار مركز الكتيبة الفرنسية العاملة في القوة المتعددة الجنسيات في بيروت.
ترأس سفير فرنسا في لبنان برونو فوشيه الإحتفال عند الحادية عشرة من قبل ظهر الإثنين في الثالث والعشرين من تشرين الأول في قصر الصنوبر.
وقد أقيم الحفل أمام نصب الشهداء في قصر الصنوبر، بحضور سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان اليزابيت ريتشارد، ممثل قائد الجيش العميد الركن الطيار بسام ياسين، رئيس أركان قوات اليونيفيل الجنرال كريستيان تيبو، ملحقي الدفاع لدى الدول التي شاركت في القوة المتعددة الجنسية في بيروت، الجنرال الفرنسي بينوا بوغا وقائد القوات الدولية السابق الجنرال الان بليغريني.
وبعدما استعرض السفير الفرنسي وبوغا وتيبو الفرق العسكرية المشاركة، تم تقليد كل من الجنرال بليغريني والعميد الركن زياد شاهين وسام الإستحقاق الوطني الفرنسي. كما تم تقليد ضابطين فرنسيين في اليونيفيل وسامين عسكريين.
كلمة السفير فوشيه
والقى السفير الفرنسي كلمة قال فيها: “”في عام 1983، كانت فرنسا بالفعل في لبنان لتحقيق السلام في بلد عرف حربا أهلية لا ترحم استمرت لأكثر من أربع سنوات. وهي استجابت لدعوة الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة، إلى جانب حلفائها الكبار، الأميركيين، البريطانيين والإيطاليين، ضمن القوة المتعددة الجنسيات. وكانت الوحدة الفرنسية تعمل نهارا وليلا، الى جانب القوات المسلحة اللبنانية، للسلام، ولعودة السلطة الشرعية للدولة”. وأضاف: “إن هؤلاء الجنود الفرنسيين لم يكونوا يقاتلون أو يحاربون من أجل انتصار بلدهم، كانوا هنا لأن فرنسا قد أرسلتهم بناء على الطلب السلطات اللبنانية لمساعدة لبنان والشعب اللبناني لإيجاد سبيل المصالحة والاتفاق الوطني الذي يؤدي إلى السلام”.
وتابع: “اليوم، فرنسا لا تزال موجودة في لبنان. ومن أجل حماية السلام تستمر في إرسال جنودها، كما يؤكد على ذلك 650 جنديا فرنسيا منتشرين في جنوب لبنان ضمن قوة الأمم المتحدة. والكل يعلم كم ان وجودهم جنبا إلى جنب مع وحدات من الدول الأخرى المساهمة في القوات الدولية أمر ضروري لمساعدة القوات المسلحة اللبنانية”.
ورحب فوشيه بـ “الإنجازات العسكرية للقوات المسلحة اللبنانية هذا الصيف، في عملية فجر الجرود، وبقرار إرسال فوج للتدخل جنوب نهر الليطاني”، معتبرًا ان ذلك “يسهم في عودة سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها”. وقال: “أنا أعرف كيف يثمن اللبنانيون أهمية المهام التي يقومون بها وكم انهم ممتنون لهم. ونحن باسم فرنسا فخورون بما يقومون به”.
أضاف: “عملنا لا يتوقف على مشاركتنا في القوة الدولية انما يطال التدريب ايضا، ومنذ العام 2014، زدنا ثلاثة أضعاف الجهد الذي نبذله لتدريب القوى الأمنية اللبنانية، وسيستمر هذا الجهد في عام 2018. ونحن نود تعزيز خطة التعاون التي أعلنها الرئيس هولاند، فيما اعلن الرئيس ماكرون خلال زيارة الرئيس عون ان فرنسا ستتخذ في الأشهر المقبلة مبادرات دولية أخرى لصالح للجيش اللبناني”.
وتابع: “هذا الإحتفال هو مناسبة لتقليد وسام الى ضابط يجسد الصداقة اللبنانية الفرنسية، ولقد منحنا وسام الضابط الأكبر للاستحقاق الوطني الفرنسي للجنرال الان بيلغريني الذي هو صديق كبير في لبنان والذي كان قائدا لقوات اليونيفيل عام 2006، والكل يذكر عمله في جنوب لبنان وتصميمه من اجل ان تستمر اليونيفيل في عملها لمصلحة الشعب اللبناني على الرغم من المعارك التي كانت دائرة. كما أن الجنرال بوغا منح العميد الركن زياد شاهين وسام الإستحقاق الوطني الفرنسي، بتكريمه نكرم ضابط المدفعية اللامع، ورئيس مركز الأمن في مطار بيروت الذي يشرف على أمن المسافرين اللبنانيين والأجانب. كما أحيي الضابطين الفرنسيين في اليونيفيل اللذين منحا الوسام العسكري تقديرا لمهامهما”.
صلاة
بعد ذلك، كانت صلاة على أنفس الجنود الضحايا من أجل ان ينالوا الراحة الأبدية، ثم تليت أسماء الجنود الذين سقطوا، ووضع السفير الفرنسي إكليلا أمام النصب التذكاري، تلتها دقيقة صمت، لحن الموت، فالنشيد الوطني الفرنسي.
حفل استقبال
وانتهى الإحتفال باستقبال أقيم على شرف المدعوين في قصر الصنوبر.