دعت “جمعية حضارة” إلى ندوة حوله في النادي العسكري المركزي في بيروت الساعة السادسة من يوم الأربعاء في التاسع والعشرين من تشرين الثاني 2017 لمناسبة صدور كتاب “تحليل الإستعلام الإستراتيجي” للعميد المتقاعد حسين زعروري .
حضر الإحتفال العميد الركن علي مهنا ممثلاً قائد الجيش، والعميد عبد الله سليم ممثلاً مدير عام قوى الأمن الداخلي والعميد فادي الخواجا ممثلاً مدير عام الأمن العام والعميد الركن المتقاعد يوسف روكز ممثلاً رابطة قدماء القوى المسلَّحة اللبنانية والأستاذ الياس عون نقيب المحررين بالإضافة إلى شخصيات دينية وعسكرية واجتماعية وأدبية وتربوية.
قدَّم الإحتفال الأستاذ جورج شختورة وكانت الكلمة الأولى للمدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء المتقاعد إبراهبم بصبوص الذي بعدما سرد محطات مضيئة في حياة الكاتب علَّق على الكتاب بالقول: “الكتاب مستوحى من محاضرات نهلها من مدرسة الشرطة الملكية في العاصمة الكندية أوتاوا فتطرق بأسلوب علمي متدرِّج لمادة الإستعلام الإستراتيجي، وشرح في عدة صفحات تنوُّع تقنياته وأساليبه مستندًا إلى تطبيقات متنوِّعة بين حسابية وأخرى علمية. وإذ أكد المؤلف على الدور الحيوي الذي يقوم به الإستعلام في المؤسسات العسكرية والمدنية، رأى ضرورة أن تعزِّز كل مؤسسة من هذه المؤسسات نفسها بفريق عمل مستقل لهذه الغاية”.
الدكتورة رنا أبو ظهر
ثم تكلَّمت الدكتورة رنا أبو ظهر فأوجزت إنجازات “جمعية حضارة” ونشاطاتها وأهدافها التي أهمها العمل على تنمية الفكر والمواطنة وتنمية الوعي التراثي الحضاري على أنواعه كافة، واتخاذ جميع الوسائل الرامية لتنمية الحضارة بشكل موضوعي وعملي بما يخدم مصلحة الوطن.
وتوجَّهت إلى المتقاعدين العسكريين قائلة “مجتمعنا اليوم يحتاج إلى عقولكم وخبراتكم وكفاءتكم لتكملوا مسيرتكم الوطنية في بناء مجتمع متطور وزاهر. فأفيضوا علينا من حكمتكم، فلتنضح أقلامكم بالحكمة والموعظة الحسنة والإرشاد وصوابية المسار.” ثم تحدثت عن أهمية كتاب العميد حسين زعروري عضو الهيئة الإدارية في “حضارة” وأهمية موضوع الإستعلام الاستراتيجي وتطبيقية ليس فحسب في المجال العسكري وإنما أيضًا في الميادين والمؤسسات كافة.
أما العميد المتقاعد ناجي ملاعب فقد ركَّز في كلمته على أهمية الاستعلام الاستراتيجي في نجاح الدول في استراتيجياتها وحفظ أمنها، وأنه كلما تطوَّر العمل في كيفية استخدام الاستعلام الاستراتيجي وفهمه كلما تطوَّرت الدول نحو استقرار أمني في ظل هجمة الاٍرهاب التي طالت معظم الدول. كما شدَّد على أن الاستعلام الاستراتيجي متاح في كل المجالات من أجل إنجاح اَي مؤسسة من خلال استراتيجية خاصة بها. ثم اشاد بالعميد زعروري الذي أثمرت خبرته في الخدمة الطويلة في قوى الأمن الداخلي عن هذا المنتَج الفكري المميز الذي تتجلَّى أهميته في دق جرس الإنذار بأن الدورات والمؤتمرات لا تكفي إن لم تواكب بخلق وتنمية مؤسسات أبحاث أمنية وعسكرية تحلل وتتبنى النظريات الحديثة في الإستعلام المسبق في خدمة استراتيجية الفرد والمؤسسة والدولة.
العميد المتقاعد حسين زعروري
وختام الندوة كان مع مؤلف الكتاب العميد المتقاعد زعروري الذي جاء في كلمته:
“الاستعلام الاستراتيجي هو عمل منهجي منظم يهدف الى اتخاذ مجموعة من القرارات التي تحدد شكل الهدف واتجاه تطوره.
تعتبرالاستراتيجية الناتجة عن هذا العمل خريطة طريق تقود تحول المؤسسة من وضعها الحالي الى الوضع المأمول على المديين المتوسط والبعيد، كما تحدد بوضوح الرؤية والرسالة والأهداف التي يجب اتباعها لتحقيق الأهداف المحدَّدة.
وللتوضيح أقول إن الاستراتيجية هي لفظة استخدمت بالأساس في الحياة العسكرية وتطوَّرت دلالاتها حتى أصبحت تعني فن القيادة العسكرية في مواجهة الظروف الصعبة، ثم إلى مجالات أخرى اجتماعية وسياسية وعلمية واقتصادية وتربوية.
والاستعلام هو عبارة عن عصف ذهني، أي مجموعة من الأفكار التي تتناول مجالاً من مجالات المعرفة، تنطلق نحو تحقيق أهداف معيَّنة، وتحدِّد الأساليب والوسائل التي تساعدها على تحقيق الأهداف، ثم تضع أساليب التقويم المناسبة لتحقيق الأهداف التي حدَّدتها من قبل.
وباختصار إنها فرصة لاكتساب المؤهلات والمعارف والتقنيات اللازمة لجمع البيانات وتحليلها بغية التمكن من تأويل الأحداث الحالية والمستقبلية والإسهام في تحديد الخيارات وخطط العمل المثمرة”.
وفي الختام انتقل الحضور إلى كوكتيل أقيم للمناسبة.