أحيت السفارة الفرنسية ذكرى هدنة 11 تشرين الثاني 1918 في المدافن العسكرية الفرنسية في بيروت شارع جلول، وترأس الإحتفال، الذي اقيم هذه السنة في المدافن المسيحية، السفير الفرنسي برونو فوشيه، وشارك فيه سفراء الولايات المتحدة الأميركية اليزابيت ريتشارد، الإتحاد الإوروبي كريستينا لاسن، بريطانيا هيوغو شورتر، ألمانيا مارتن هوت، رومانيا فيكتور ميرسيا، بلجيكا اليكس لينرت، اليونان تيودور باساس، نائب عام قوات اليونيفيل في لبنان الجنرال كريستيان تيبو وممثل قائد الجيش العميد عاقل، ووفد من رابطة قدماء القوى المسلحة اللبنانية برئاسة اللواء المتقاعد أنطوان بركات وعضوية العميد المتقاعد أنطوان نجيم وعدد كبير من الملحقين العسكريين.
بداية استعرض فوشيه والجنرال تيبو فرقة من الكتيبة العسكرية الفرنسية العاملة ضمن القوات الدولية في الجنوب.
والقى السفير الفرنسي كلمة قال فيها: “نحتفل اليوم بذكرى الهدنة في الحرب العالمية الأولى، ففي 11 تشرين الثاني 1918 وقع في بيكاردي ممثلو الحكومة الألمانية وحكومة الحلفاء على نهاية الحرب التي أوقعت اكثر من عشرة ملايين قتيل وعشرة ملايين معوَّق، وثلاثة ملايين أرملة وستة ملايين يتيم. لقد شكَّل العام 1917 منعطفًا لهذه الحرب وقد سُجِّلت فيه الكثير من الأحداث العسكرية، وتجاوز رقم عدد القتلى فيها نحو المليون قتيل في فرنسا وحدها، كما سُجِّل تعب الشعوب الأوروبية الذي تمظهر بالتمرد وبالثورات وبالإنتفاضات. ولكن هذا العام شكَّل كذلك بذور انتهاء الصراع، حيث التزمت الولايات المتحدة العمل من أجل الصناعة والإقتصاد وبذل التضحيات، فتمكَّن مئات الاف الجنود من أن يجنِّبوا أوروبا الكثير من الآلام والدمار. وفي هذه السنة، تمَّ إنشاء الفرقة الفرنسية لفلسطين وسوريا المؤلفة من 7 آلاف رجل غالبيتهم من دول المشرق، ودخلت بيروت منتصرة في 7 تشرين الأول 1918. وما وجودنا هنا بعد قرن إلا دليل على أن كل هذه التضحيات لم تذهب سدى. ونحن كممثلين للمتخاصمين العام 1917 نقدِّم شهادة على ثقتنا بالسلام وبالعمل الجماعي، ونحن ننمي مع اللبنانيين روح المصالحة والحوار والإعمار الذي مكَّن فرنسا والدول الأوروبية الأخرى من كسر دائرة الحقد.
واليوم في هذا الوقت الذي يسود فيه عدم اليقين، نحيي روح المسؤولية لدى اللبنانيين الذين يقدرون جيدًا أنه ليس من مصلحة أحد فتح الأبواب على مرحلة جديدة من اللاإستقرار في لبنان، وهذا من دون شك أفضل تقدير وتحية يقدمونها لشعوب وجنود الحرب العالمية الذين تألموا كثيرًا وسقطوا بأعداد كبيرة”.
بعد ذلك، تلا طالبان في الليسية الفرنسية قصيدة للشاعر الفرنسي شارل بيغي، ثم وضع السفير فوشيه إكليلاً من الزهر على ضريح الجندي المجهول، تلاه دقيقة صمت وعزف لنشيد التعظيم ونشيد الموت، فالنشيد الفرنسي والنشيد الوطني اللبناني.