حضرات الزملاء، أيها الإخوة، أبناء هذه الأرض الطيبة،
من مختلف المناطق اللبنانية، من السهول والجبال، من الشمال إلى الجنوب، نأتي اليوم كما كنا دائمًا: مشهدًا وطنيًا جامعًا. هكذا تربينا في مدرسة الشرف والتضحية والوفاء. وهكذا بقينا، على القسم أوفياء، لا نحيد عن درب الكرامة، ولا نساوم على الوطن.
نحن اليوم هنا، لا كمجرد عسكريين متقاعدين، بل كرجال ما زالوا يؤمنون أن واجبهم لم ينته، وأن رسالتهم مستمرة. نلتقي تحت مظلة رابطة قدماء القوى المسلحة اللبنانية، هذه الرابطة التي ولدت من رحم الحراك، من صوت العسكري الذي تعب ورفض الصمت، من حاجة ملحة إلى كيان يمثلنا بصدق، لا كما يُراد لنا أن نكون.
لقد انطلق حراكنا من وجع حقيقي، من شعور بالإهمال والتهميش. وقررنا أن نعيد رسم صورة الرابطة، ونعطيها روحًا جديدة تشبه أبناءها. نحن نحترم القوانين، لكننا نطمح إلى إدارات مرنة وسريعة، تقدم مصلحة العسكري أولًا، وتواكب التحديات بدل أن تُكبّل بالروتين.
رؤيتنا واضحة:
رابطة فعالة، منفتحة، منتجة، تستوعب كل الطاقات، وتخدم كل المحاربين القدامى، المنتسبين وغير المنتسبين. نريد رابطة تعبّر عن طموحاتنا، وتستجيب لمتطلبات العيش الكريم بعد الخدمة.
نحن لا نطلب معروفًا، بل نطالب بحقنا المشروع. نحن من حمى هذه الأرض، من وقف على الحدود، ومن دفع أثمانًا غالية من دمه وسنين عمره. فهل يُعقل أن نُهان في شيخوختنا؟ أن يُنظر إلينا كعبء لا كركن أساسي من أركان الوطن؟
واليوم، ونحن نحتفل بعيد الجيش اللبناني، عيد المؤسسة التي ننتمي إليها بكل فخر، نقف بإجلال أمام تضحيات كل عسكري، وخصوصًا شهدائنا الذين رقدوا ليبقى الوطن قائمًا.
عيد الجيش ليس تاريخًا على ورق… بل موعدًا لتجديد القسم، وتأكيدًا أننا نشكّل العمود الفقري لهذا الوطن. كبرنا في المؤسسة، وسنبقى أوفياء لها بالروح والانتماء.
وختامًا،
أعدكم أن نبقى موحدين، لا تفرّقنا الاعتبارات، ولا تُثنينا الضغوط. سنبني رابطة حيّة، تعبّر عن صوتنا، وتحفظ كرامتنا ومكانتنا.
نحن لسنا متقاعدين من الوطن، بل جنود احتياط في صلب المعادلة الوطنية، حاضرون عندما يدعونا الواجب، وجاهزون للدفاع عن حقوقنا في الكلمة والموقف والساحات.
رابطة قدماء القوى المسلحة اللبنانية ليست هيكلًا شكليًا، بل مشروع نضال دائم من أجل الكرامة.
عشتم،
عاش الجيش،
تحية لكل المحاربين القدامى،
وعاش لبنان.
العميد الركن مارون بدر
نائب رئيس رابطة قدماء القوى المسلحة اللبنانية