برعاية العماد جوزيف عون قائد الجيش والمجلس البلدي في بعقلين والمكتبة الوطنية – بعقلين، أقامت جمعية الإنماء الإقتصادي ومجلسها الإنمائي في الجبل، ولمناسبة عيد الجيش، إحتفالها السنوي التكريمي لضباط متقاعدين من الجيش وقوى الأمن الداخلي، وذلك الساعة السادسة من يوم الثامن من آب 2017 في قاعة المكتبة الوطنية في بعقلين.
حضر الإحتفال إلى ممثل قائد الجيش العميد الركن علي رمضان، ممثل مير عام قوى الأمن الداخلي العقيد حنا اللحام، وممثل الأستاذ تيمور جنبلاط الأستاذ رضوان نصر، وممثل معالوزير مروان حماده الأستاذ طلعت حماده، ورئيس بلدية بعقلين الأستاذ عبدالله الغصيني والضباط المكرَّمون وعائلات بعضهم، وعدد كبير من المدعوين.
بعد النشيد الوطني عزفته موسيقى الجيش بالإضافة إلى معزوفات وطنية، ألقى المقدم المتقاعد الشاعر عفيف فياض قصيدة مما جاء فيها:
يا جيش موطنَّا يا جيـش الـكل يا زنـد لا بيتـعب ولا بيـكل
عيـون البشر بتنـام تَ ترتـاح وإنت لْ بتسهر دوم ما بتمــل
في نـاس حملت للتعدِّي سـلاح وانت لْ سلاحك للأمن ع الحِل
وفي ناس لبست من الحقد وشاح وإنت لْ وشاحك من زرار الفل
في ناس مشيت مع هوى الأرياح وإنت لْ مسيرك صح ما بيخل
وفي ناس همَّا المـال والأربـاح وللمـال نفسك مستحيل تـذِل
كفـك نظيـف وعنبـرك فـوَّاح والأمن والسلم وهدوء البـال
بيحـلّْ مطـرح ما إنت بتحـل
ثم تتالت الكلمات فكانت كلمة جمعية الإنماء الإقتصادي ومجلسها في الجبل ألقاها العميد المتقاعد مارون شبل الذي تكلَّم على الجمعية ودورها ونشاطاتها ذاكرًا أن تكريم ضباط متقاعدين بات تقليدًا سنويًا لها تحتفل به منذ العام 2015، وشكر قائد الجيش على رعايته هذا الإحتفال. ثم تكلَّم رئيس بلدية بعقلين الأستاذ عبد الله الغصيني الذي حيَّا الجيش على حربه ضد الإرهاب وطالب “بتضافر الخهود ورصد الموازنات الكافية لزيادة عديد وعتاد هذه المؤسسة الجامعة”.
أما العميد القيم المتقاعد زياد عرابي فقد ألقى كلمة باسم الضباط المتقاعدين المكرَّمين شكر فيها للقيِّمين على الإحتفال مبادرتهم الكريمة ورأى أن “لا تقاعد إلا بالموت فالتقاعد الوظيفي فرضه القانون الوضعي، أما القانون الطبيعي ففرض العمل مدى الحياة إذ أن لكل مرحلة من الحياة طعمها ولونها”.
وألقى الملازم الأول المتقاعد محمد صعب كلمة الضباط المتقاعدين شكر فيها لجمعية الإنماء الإقتصادي ومجلسها الإنمائي في الجبل تكريمها للضباط المتقاعدين.
أما العميد المتقاعد أنطوان نجيم، ممثِّل رابطة قدماء القوى المسلَّحة اللبنانية في الإحتفال، فقد ألقى الكلمة الآتي نصها:
“ أيها الحفل الكريم
شعبُ لبنانَ إن هو إلاَّ جيشُه وجيشُ لبنانَ إن هو إلاَّ شعبُه. حقيقةٌ إعتنقَها تاريخُ لبنانَ منذ أمسِهِ الغابرِ إلى اليوم.
على عهدِ صيدا وصور، صمَدَت صورُ في وجهِ الإسكندرِ الفاتِحِ الذي كان بأيامٍ معدودةٍ أو بيومٍ واحدٍ يُنهي معركَتَه، صمدت ثمانيةَ أشهرٍ. وكانَ محضَ انتصارٍ بحجمِ كرامة. وأحرقت صيدا نفسَها بشرًا وحجرًا في وجهِ أرتحششتا الثاني الفاتحِ كي لا يبقى للمقاتلين وراءٌ يلتفتون إليه بل أمامٌ وحسب. وتركوا لنا إرثًا تناقلَته ألسنةُ الفلاسفةِ بعدَهم: “وُجِدَتِ الحياةُ لتفتديَ كرامةَ الحياةِ”.
وأطلَّ زمنُ فخر الدين، الذي نحن في عرينِه اليومَ، فكانَ شعبُه جيشَه يجرِّدُهُ ضد الغزاةِ. وليسَ أبلغَ من سعيد عقل في وصفِ هذا الجيش-الشعب حين قال عن معركةِ عنجر:
……………………………..والدروزُ الأباةُ يُغويهُمُ السيفُ فيستقبلونَهُ بالصدورِ
……………………………..ضحِكَت يومَ عنجرَ الأسَلُ السُمرُ وشكَّت قلبَ الضحى المستجيرِ
……………………………..لَجِبٌ طيِّبُ العتادِ التقته باقةٌ من شبابِنا الممرورِ
……………………………..سايفتهُ لا قطعُها قطعُ جُبنٍ رامَحَتهُ لا شكُّها شكُّ زورِ
وكم يتكلَّم التاريخُ ويزهو بجيشِ فخرِ الدين وباتَت كلمةُ جيشٍ تعني الشعبَ على سلاحَه.
كلُّ هذه المعاركِ والوِقفاتِ البطوليَّة قالت إن شعبَنا ما كانَ بطلاً كان البطولةَ، ومنها نستشِفُّ أنَّ جنديَّنا اليومَ ما يزالُ ذاك وأنَّ خِبرَتَنا اليومَ بملاعَبَةِ الموتِ ما تزالً تلك.
وليست معاركُ جيشَنا الباسلِ ضدَّ الإرهابِ من مخيَّمِ نهرِ الباردِ إلى جرودِ عرسال، إلى جرودِ القاع ورأسِ بعلبك، إلاَّ تحقيقًا لقَوْلَةِ أنَّ شعبَ لبنان سليلُ الأولى قيلوا السيوفَ.
أيها الحفل الكريمُ، جيشُنا إن هو إلاَّ سيفُنا نَسلُّهُ وحدَنا لحمايتِنا عندما يتهدَّدُ خطرٌ. وما نحنُ من دونِهِ كلُّ شيءٍ إلاَّ نحنُ. وهكذا يُصبِحُ واجبُنا أن نقرِّبَ قربانَنا لإثنينِ الله وجيشُنا.
وخرَجنا من المؤسسات العسكرية والأمنيةِ، نحن من يُسمُّونَنا متقاعدين، وكأننا خرجنا، ولا أقولُ تقاعَدنا، بإرادتِنا، فنحنُ ما نزالُ محاربين، وإن أُتبِعَت بكلمةِ قدماء التي أحبُّ منها إلى قلبي كلمةُ قدامى لأن معناها بلغةِ الضادِ هو الأصدقُ فنحنُ متقدِّمو الجيش. فنحن خرجنا وزادُنا إلى التقادمِ الحياةِ العسكريةِ من معارفَ وخُبُرات، ثلاثةٌ: قَسَمٌ ولقبٌ وسُمعةٌ.
قسمٌ لا تاريخَ انتهاءِ صلاحيةٍ له، قسمٌ بالله لا يقبلُ الحَنَث، ونحن ما تقاعدنا عن طاعةِ قسمِنا. ولقبٌ لم ولن يهجُرَنا، فنحن ما زلنا محاربين ولكن قدامى. وسُمعةٌ هي في توقِ الأطفالِ وحُلُمِ الشبابِ وطمَأنينةِ الشيوخِ. سُمعةٌ نتمسَّكُ بها فخورين، وما تقاعَدنا عن التحلِّي بها ونشرِها فنحن ما زلنا محاربين ولكن قدامى.
وكانت لنا رابطةٌ مؤسسةٌ تحتضن ُ قسمًا نحياهُ ولقبًا ندافعُ عنه وسُمعةً نزيدُ عِطرَها. ونستمرُّ محاربين ولكن قدامى.
ويأتيك من يسأل : شو عملت الرابطة؟ وهم لا إليها ينتسبون، وإن انتسبوا فلمصلحةٍ آنيةٍ، ولا عنها يسألون، وإن سألوا فمن بابِ المجاملةِ ورفعِ العتبِ. وبعد كلِّ هذا إلى الإنتقادِ وبعضِ التجريحِ يلجأون. سامحَهم الله.
وإليكم غيضٌ من فيضِ ما فعلته الرابطة. فلا الوقتُ يسمح ولا المناسبةُ تفسح.
- حقَقت استبدالَ تعويضِ الصرف بمعاشٍ تقاعدي يومَ انهارت الليرةُ فقبضَ بعضُهم أولَ معاشٍ تقاعدي معادلاً تعويضَ الصرفِ الذي أعاده للدولة.
- تحقيقُ مبدأِ المساواة في معاشات المتقاعدين المتماثلين في الفئةِ والرتبةِ وفي الدرجةِ وسني الخدمةِ مهما كان تاريخُ الإحالةِ على التقاعد، وتكرسُه وتطبيقُه في القانون 723 العام 1998 والقوانينِ التي تلته حتى العامِ 2012.
- كسبُ دعوى أقامتها على وزارةِ الماليةِ أمام مجلسِ شورى الدولة لإلغاءِ تعميمٍ صادرٍ عنها أقلُّ ما يقالُ عنه إنه كان سيكون كارثيًا على المتقاعدين.
- ولمَّا أطلَّت سلسلةُ الرتبِ والرواتبِ بشطورِها الظالمةِ المجحِفَةِ بحقِّ المتقاعدين سارعت الرابطةُ، وفي اليومِ التالي بالضبطِ، وعوضًا من أن تُسمِعَ المسؤولين قرعَ أقدامِها على أرضِ المطالبِ العشوائية والإحتجاجاتِ اللامنطقيةِ والإستقزازيةِ، سارعت إلى قرعِ أبوابِ المسؤولين وعقولِهم وقلوبِهم بمنطقٍ عاقلٍ ونظرٍ ثاقبٍ إلى مصلحةِ المتقاعدين وأهالي الشهداءِ والمعَوَّقين العسكريين المتمثِّلة بتطبيقِ مبدأِ المساواةِ والذي رفعت به مذكرةً تفصيليةً إلى الرؤساءِ الثلاثةِ ورؤساءِ الأحزابِ والكتلِ النيابيةِ ووزراءِ الماليةِ والعدلِ والدفاعِ والداخلية ورئيسِ لجنةِ المالِ والموازنةِ والنوابِ الضباطِ السابقين وقادةِ الأجهزةِ الأمنية.
ولمَّا أقرَّت السلسلةُ بشكلِها المرفوعِ إلى فخامةِ رئيسِ الجمهورية أعلنت الرابطةُ أن الزيادةَ التي أقرَّها المجلسُ النيابي قد غطَّت كاملَ حقوقِ المتقاعدين.
وما تزال الرابطةُ تعملُ كما الجيشُ بصمتٍ من دون إعلامٍ ولا مزايداتٍ من أجلِ تحقيقِ مصلحةِ المتقاعدين العسكريين كلِّهم، أحياءً ومتوفَّين وشهداءَ ومعوَّقين،. وسيستمر نضالُها بعد الإنتهاءِ من معركةِ السلسلة فثمَّةَ مشاكلُ كثيرةٌ مدرجةٌ في أوامرِ عملياتِها وذلك وفاءً للقسم الأبدي وحفاظًا على اللقب وفوحِ عطرِ السُمعةِ.
وقبلَ الختامِ أتوجَّهُ إلى قائدِ جيشِنا الباسلِ العماد جوزاف عون باسمِ رابطةِ قدماء القوى المسلَّحة اللبنانية بأحر التهاني بعيدِ الجيشِ سائلاً الله تعالى أن يُعيدَه علينا وقد تحرَّرت جرودُ لبنان ولبنان كلَّه من لوثةِ الإرهاب. وأنقل له حضرَةَ الممثلِ أننا ما زلنا محاربين وتحت القسمِ، وإن قدامى، ويستطيعُ أن يمتشقَنا ساعةَ يشاء سيوفًا لامعةً للبنان.
وختامًا أتقدَمُ بالشكرِ باسمي واسمِ الرابطةِ للمجلسِ البلدي في بعقلين والمكتبة الوطنية في بعقلين، راعيي الإحتفال، ولجمعية الإنماءِ الإقتصادي ومجلسِها الإنمائي في الجبل، وبالتهنئةِ القلبيةِ للضباطِ المكرَّمين.”
واختتمت الكلمات بكلمة راعي الإحتفال العماد جوزيف عون قائد الجيش ألقاها ممثله العميد الركن علي رمضان ومما جاء فيها: “أيها الحضور الكريم، لقد رفدتم الجيش والمؤسسات الأمنية، وما تزالون، بخيرة الشباب المؤمن بوجود هذا الوطن ودوره ورسالته، وكا من بينهم من توَّج هامة الجيش بأكاليل المجد والغار. عهدنا لهؤلاء الأبطال أن نصون الأمانة وأن نحفظ الوطن من كل شر وعدوان، وعهدنا لكم أن نبقى العين الساهرة على أمنكم واستقراركم وسلامتكم”.
وبعدما سُلِّم ممثل قائد الجيش وممثل مدير عام قوى الأمن الداخلي وموسيقى الجيش وممثل رابطة قدماء القوى المسلحة اللبنانية الدروع التقديرية تسلَّم الضباط المتقاعدون المكرَّمون دروعهم التقديرية وهم: العميد القيم المتقاعد زياد عرابي والعميد الطيار المتقاعد نهاد ذبيان والعميد المتقاعد شارل عطا والعميد المتقاعد مروان حلاوي والعميد المتقاعد حسن سعد والعميد المتقاعد أنور أبو حمدان والعميد المتقاعد بسام ذبيان والعميد المتقاعد د. إميل منذر والعميد المتقاعد أمين الخوري والعميد المتقاعد محمد كحول والرائد المتقاعد جميل الزين والرائد المتقاعد واثق تاج الدين والرائد المتقاعد سمير ضو والنقيب المتقاعد أديب فياض والنقيب المتقاعد وليد أبو شقرا والملازم الأول المتقاعد محمد صعب.
وفي الختام إنتقل الجميع إلى كوكتيل أقيم للمناسبة.