أقامت قيادة الجيش إحتفالين تكريميين للضباط المتقاعدين لمناسبة عيد الجيش الثالث والسبعين، على مرحلتين الأولى في الحادي عشر من آب، والثانية في الثامن عشر من آب 2018 في قاعة العماد نجيم – اليرزة حضرهما قائد الجيش العماد جوزاف عون برفقة رئيس الأركان اللواء الركن حاتم ملاّك، بالإضافة إلى عدد من كبار الضباط والضباط المتقاعدين.
الاحتفال الأول
استُهلّ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، ثمّ ألقى رئيس رابطة قدماء القوات المسلحة اللبنانية اللواء المتقاعد عثمان عثمان الكلمة الآتية:
حضرة العماد جوزاف عون قائد الجيش المحترم
أيها الضباط الزملاء
إحياء ذكرى تأسيس الجيش اللبناني مناسبة نعتز بها ونفتخر ولا سيما العودة بنا الى ذكريات الانتماء الى هذه المؤسسة التي تظلَّلت بشعار “شرف تضحية وفاء”، والتي شكَّلت العمود الفقري والأساس الصلب في بناء الدولة والمحافظة عليها، ولإستمرار مؤسساتها المشغولة من حكام وموظفين، ما كانت لتبقى لهم كراسٍ يجلسون عليها لولا تضحيات الجيش ومؤسساتنا الأمنية، وتقديم الشهداء والجرحى والمعوَّقين على مذبح الوطن.
حضرة العماد قائد الجيش
أتوجه بالشكر لكم على دعوتكم الكريمة، وللضباط المتقاعدين على تلبيتهم لها، وأخصّ بالشكر الزملاء في الخدمة الفعلية الذين شاركوا بحضورهم ليشعر الجميع أنهم أبناء مؤسسة واحدة، ولوقوفهم في وجه الإرهاب التكفيري وعينهم على العدو الإسرائيلي متحمِّلين الصعاب حتى حدود الاستشهاد.
أكرِّر شكري لكم يا حضرة العماد لما تبدونه من اهتمام بأوضاع العسكريين عامَّة والمتقاعدين على الأخصّ عندما صرّحتم أن المتقاعد يعنيكم كمن هو في الخدمة الفعلية لأننا جميعًا أبناء مؤسسة واحدة تحتضن الجميع مع تقديرنا العالي لقيادتكم الحكيمة في تعاطيكم مع الأحداث وتحملكم مواجهتها بكل صدق وشجاعة.
إن الرابطة تأمل من حضرتكم استمرار شمولها بعنايتكم، آملين دوام التنسيق المستمر في كل ما يهمّ المتقاعدين من طبابة ومساعدات اجتماعية وغيرها، وآملين أيضًا في تأمين مقر خاص للرابطة، مؤكِّدين أنه شرف لنا أن تكون الرديف للمؤسسات الأم، وهي الجيش وسائر المؤسسات الأمنية، واضعين أنفسنا بتصرف قيادتكم للقيام بكل ما ترونه دعمًا للمسيرة.
إخوتي المتقاعدين
أغتنم هذه المناسبة لأتكلم معكم بصراحة تامّة، اذ أنّ الكثيرين منكم يجهل ولا يُدرك بلا شكّ ما قامت وتقوم به الرابطة، التي لها شرف تمثيلكم والعمل باسمكم. وهذا ليس خطأكم، بل قد تعود مسؤوليته إلى الرابطة التي آلت على نفسها منذ توحيدها العام 1992، أن تعمل بصمت من دون الإعلان أو الإعلام، أو تقديم جردة حساب لأحد. هذا الجهل بما قامت به الرابطة قد يكون من الأسباب التي حملت بعضهم على التعاطي والمراجعات خارج إطار الرابطة، مطالبين إمّا بأمور لا معنى لها ولا فائدة منها، وإمّا بأمور أخرى تطال سلبًا مصلحة المتقاعدين، مُخالفة بل معاكسة لما تعمل وتسعى إليه الرابطة لمصلحة المتقاعدين.
إخوتي المتقاعدين
أُؤكد لكم أن الرابطة ومنذ توحيدها العام 1992 وحتى اليوم، قد قامت بإنجازات جبَّارة، إن لم نَقُل بمعجزات لمصلحة المتقاعدين، والوقت لا يسمح في هذا اللقاء لاطلاعكم عليها جميعها.
إلا أنه واستجابة لتساؤلات الكثيرين منكم سأكتفي بإطلاعكم على إنجازات الرابطة في تطور معاشات التقاعد وفي سلسلة الرتب والرواتب الأخيرة والقانون 46/2017.
إن من تقاعد منكم قبل العام 1998 يتذكَّر بلا شكّ، كيف كانت حالة المتقاعدين يومذاك ماديًا ومعنويًا. فقد كان بعض المسؤولين الكبار لا يتورَّع عن وصف المتقاعدين بالقطاع غير المنتج، وأنتم تعلمون ما يعني ذلك وما ينتج عنه. أما ماديًا فقد كان معاش أي متقاعد لا يتجاوز خِمس راتب من يماثله في الخدمة الفعلية.
تمكَّنت الرابطة، وبأعجوبة، نتيجة سعيها الدؤوب والجبّار العام 1998 من تبني وإقرار المبدأ العام القاضي بالمساواة في معاشات المتقاعدين أيًّا كان تاريخ الإحالة على التقاعد، وإقرار إعطاء كل متقاعد زيادة 85% من الزيادة التي تُعطى لمن يماثله في الخدمة. هذا المبدأ العام الذي له قوة القانون، إن لم يكن أقوى، طُبّق في جميع القوانين التي صدرت بعد ذلك وهي القوانين : 723/98، 63/2008، 173/2011، 206/2011، حيث أُعطي المتقاعد في هذه القوانين 85% من الزيادة التي أُعطيت لمن يماثله في الخدمة الفعلية.
والعام 2012 باشرت الدولة بدراسة سلسلة رتب ورواتب جديدة، وزيادة رواتب موظفي القطاع العام ومعاشات المتقاعدين. إستمرَّت هذه الدراسة مدة خمس سنوات قدمت الحكومة خلالها عدّة مشاريع قوانين، وعلى الرغم من الصعاب الخارجية والداخلية انتهت هذه الدراسات العام 2017 بصدور القانون الرقم 46/2017.
في هذا القانون أقرّ المشترع زيادة في رواتب موظفي القطاع العام في الخدمة الفعلية بموجب جداول ألحقت به وجاء متوسط النسبة المئوية لهذه الزيادة 100% بالنسبة لأساس رواتبهم.
وتأمينًا للعدالة والمساواة، وتطبيقًا للمبدأ العام المنوّه عنه أعلاه، فقد قرَّر المشترع إعطاء المتقاعد زيادة على معاشه التقاعدي تساوي 85% من زيادة متوسط النسبة المئوية المقرَّرة، أي من كامل أساس معاشه التقاعدي.
نعم يا إخوتي، لقد نصّ القانون الرقم 46/2017 في مادته الثامنة عشرة، وبلغة عربية واضحة لا لبس فيها، على اعطاء كل متقاعد زيادة على معاشه التقاعدي قدرها 85% من أساس معاشه التقاعدي، تُدفع على ثلاثة أقساط تنتهى في الأول من كانون الثاني العام 2019 القادم.
نعم أيها الأخوة، هذا بعض ما قامت به الرابطة، وأرجو أن أكون أجبت عن بعض تساؤلاتكم. وفي هذه المناسبة أوجّه الدعوة إلى جميع المتقاعدين ضباطًا ورتباءً وأفرادًا للانتساب إلى الرابطة، فبكم نقوى وبكم نجابه أشدّ الصعاب.
حضرة العماد
بإسمي الشخصي وباسم المتقاعدين كافّة أتوجّه بالشكر لكم على هذه الرعاية وحسن الحفاوة التي شملتمونا بها، حيث لمسنا منذ تسلُّمكم القيادة أنكم كنتم وما زلتم المساعد الأساسي في تأمين حقوقنا، متمسكين بشعار الرابطة “سنبقى أوفياء”.
عشتم، عاش الجيش، عاشت المؤسسات الأمنية، عاش لبنان.
وقد ألقى العماد عون كلمة أكد فيها أن الضباط المتقاعدين هم سفراء المؤسّسة العسكريّة في المجتمع المدني، ويحملون مبادىءَ الوطنيّة والخُلُق الصادق الذي تربّوا عليه، فينشرونها بين الأجيال الشابّة، ويسهمون في توحيد اللبنانيين تحت علم البلاد في سبيل مستقبل أفضل، لا سيما خلال الظروف الدقيقة التي تمرّ بها البلاد. وختم بالإعراب عن تقدير المؤسسة العسكرية لهم، لافتاً إلى أن الجيش سيظل دائمًا وأبدًا عائلتهم الكبرى.

اللواء عثمان عثمان: أدعوكم للانتساب إلى الرابطة فبكم نقوى وبكم نجابه أشدّ الصعاب
الاحتفال الثاني
اللواء المتقاعد شوقي المصري: الرابطة الممثل الشرعي والرسمي للعسكريين المتقاعدين
استُهلّ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، ثمّ ألقى اللواء الركن المتقاعد شوقي المصري، نائب رئيس الرابطة، كلمة في المناسبة توجَّه فيها بالشكر إلى قائد الجيش على دعوته، والضباط المتقاعدين الذين لبُّوا الدعوة، كما شكر الجيش على جهوده في سبيل الدفاع عن لبنان ووقوفه في وجه العدو الإسرائيلي والإرهاب. وأعطى من ناحية ثانية لمحة عن الرابطة وتاريخها وإنجازاتها. ومما قاله: “نحن في الرابطة لا ننسى مؤسساتنا الأم، أليس شعارنا سنبقى أوفياء؟ أي أوفياء لقياداتنا. ورئيس الرابطة فعلاً هو قائد الجيش المتقاعد إذا انتسب إليها وإلا تلجأ الهيئة التنفيذية المنتخبة إلى انتخاب من تراه مناسبًا وفق نظامها الداخلي”. وأضاف “من أهداف الرابطة متابعة أمور المتقاعدين وتشكيل صلة وصل بين المتقاعدين وقياداتهم العسكرية والأمنية”. وانتقل إلى الكلام على دور لبنان في الإتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب، الذي لبنان عضو فيه، ومركزه القاهرة بمصر. وروى أن النشيد الرسمي للإتحاد هو لبناني بالكامل بعد فوز لبنان في مسابقة أجريت بين الدول العربية كافة، حيث أن الكلام للعميد القيِّم المرحوم محمد ياسر الأيوبي من قوى الأمن الداخلي واللحن والأداء للراحل الكبير الأستاذ وديع الصافي. ثم عدَّد الإنجازات التي حقَّقتها الرابطة في سبيل تأمين حقوق المتقاعدين ودفع الظلم عنهم ولا سيما على مستوى الرواتب، حيث أنها كانت تتابع الزيادات عليها مع الدولة والمسؤولين كافة فيها بصفتها الممثل الشرعي والرسمي للمتقاعدين، واستطاعت إرساء مبدأ المساواة بمعاشات تقاعد المتقاعدين المتماثلين في الرتبة أو الفئة وعدد سني الخدمة مهما كان تاريخ الإحالة على التقاعد، والذي أصبح بمنزلة القانون. وبعدما سرد المراحل التي مرَّت بها سلسلة الرتب والرواتب الأخيرة ودور الرابطة الفعَّال وتحركاتها على المستويات كلها، أعلن أن الرابطة استطاعت تأمين حقوق المتقاعدين كاملة في القانون 46/2017. وختم بالقول أن وزارة المالية تحاول تفسير هذا القانون وتطبيقه كما ترى هي، ولكن الرابطة لها بالمرصاد.
وقد ألقى العماد عون كلمة جاء فيها: “المؤسسة العسكرية هي استمرارية، جيل يسلّم جيلاً لتبقى الشعلة مضاءة. افخروا بما قدّمتم لأنه كان جسر العبور بين هذه الأجيال، وابقوا على ثقة بأن الرسالة التي حملتموها هي همُّنا وهدفُنا. نعدُكم بأننا سنبقى أوفياء لهذه الرسالة مستذكرين رفاقَكم الذين غادرونا باكرًا في ساحة الشرف لنبقى نحن ونستمر، وليبقى وطنُنا مُصانًا. سيبقى الجيش الضمانةَ لأمنِ اللبنانيين وأمانهم، والسدَّ المنيع بوجه كل معتدٍ سواء أكان العدو الإسرائيلي أم العدو الإرهابي مهما كانت الأثمان والتضحيات”.
واختُتم الاحتفالان بكوكتيل تم فيه تبادل الأنخاب وقطع قالب حلوى على شرف المدعوين.